الاسلام وحائط المبكى

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، شهر رمضان شهر عظيم الشأن في الاسلام، فرض فيه صيام نهاره، وقيام ليله تطوعا. يضاعف فيه الثواب والحسنات، لقصر اعمار امة الاسلام عما سبقها من الامم، لذلك فقيام ليلة القدر يعادل ٨٣ عاما. 

ورغم حرمة الشهر الفضيل فان الاسلام دين عمل وتطبيق وعبادة، وافضل الأعمال التى يحتسب ثوابها عند الله تعالى هي؛

 نصرة مظلوم، او قضاء حاجة الغير، او الجهاد في سبيل الله تعالى فقد انتصر المسلمون فيه في على مر التاريخ. وعلى الجملة الاسلام دين تطبيق عملى وليس دين دروشة. 


فما يفيد عموم الامة لمن يقرا القرآن يوميا ويمر على أيات الصدقة ولا يخرج زكاة ماله، ومن يمر على نصرة مظلوم ولا يفعل، ومن يمر على الجهاد ولو بالكلمة ويصمت، ومن يمر على شعائر الله تعالى ولا يعظمها، ومن يمر على أيات تدعوه لتقوى الله وصلة الرحم وبر الوالدين، و الفروض (المواريث)، وغيرها ولا يطبق ما يقرأه.


ان الاسلام دين تطبيقي، لذلك يقول حبيبنا رسول الله صل الله تعالى عليه وسلم:


من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1903)، وأبو داود (2362)، والترمذي (707) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3246)، وابن ماجه (1689)، وأحمد (10562)


قس على ذلك كل امور الدين اوامر ونواهي، وهذا ما وجب التنويه اليه والتحذير منه، فما يفيد الناس قراءتك للقرآن وقيامك بالليل ان لم ينعكس على سلوكك وتصرفاتك بما يفيد غيرك.

وغالبا ما استفز عين القارئ خاصة من يقرأ النظم النثري او الشعري، ليتحير الأمر أشعر في رمضان؟!

لنصرة مظلوم نعم

لاسترداد حقوق نعم

لجهاد بكلمة نعم

لوضع الامور في نصابها نعم

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة


ويكون ما سبق ذكره من افضل الأعمال عند الله تعالى، تطبيقا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم(قياسا) من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له. 

شخص يريد ان ينتقل الي بلد اخرى وليس عنده وسيلة انتقال، وشخص اخر عنده تلك الوسيلة فليساعده.


شخص متميز في نظم الشعر وجد بريئا او مظلوما فلينتصر له بقصيدة.

شخص عنده من العلم والخبرة القانونية فليساعد بريئا او مظلوما بذلك العلم.

وسنسال عن ذلك عن شبابنا عن مالنا عن علمنا ماذا افدنا غيرنا به، ليعم النفع على محيطنا على من حولنا.

والسؤال الذي اطرحه على عيون قارئ مقالي؛


ءأقمت ليلك ليلة أمس بورد من القرآن ولو في القيام؟! نعم

فبماذا سيستفيد غيرك منك اليوم؟!


الله تعالى غني عن عبادتك ان لم تفد بها غيرك، ولو بكلمة.

كن إيجابيا في ملك الله. ولا تكن سلبيا كمن وصفهم الله تعالى في محكم تنزيله بالحمار الذي لا يدري ما فوق ظهره

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة

وحملوا التوراة ثم لم يحملوها المقصود لم يعملوا بما فيها،

 ولتعبد الله تعالى على جميع حالاتك في يسرك واعسارك ما بين حمد وشكر، وما بين صبر واحتمال.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج

هذا هو دين الاسلام أما من يتخذه للدروشة، فحائط المبكي ليس ببعيد.

(ضياءالدين محمود عبدالرحيم)

ماجستير دراسات اسلامية

٩ ابريل ٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ليلة القدر وقول فصل

المؤامرة الكبرى علي بني أدم